المشاركات

عرض الرسائل ذات التصنيف رويات

لم يكن الأمر مصادفة

صورة
لم يكن الأمر مصادفة  كثيرا ما كنت أقول " لم يكن الأمر مصادفة" أن تصادف شخصا عزيزا عليك لم تره منذ سنوات وأنت ذاهب إلى العمل، أو أن ترى ابتسامة طفل تحنو عليك في ظلمات طريقك، أو أن تتلقى نظرات تثيرك غضبا دون النطق بكلمة واحدة، أو أن تشاهد مشهدا قصيرا على التلفاز يرشدك إلى حل مشكلتك، أو أن تقرأ عبارة تفتح لك طريقا آخر طالما اعتبرته مغلقا... ربما نراه إلهاما أو مشابها لتلك الحاسة السادسة التى نسمع عنها دون قدرة منّا على إعطائها تعريف صحيح، هل كان الأمر حقا مصادفة أم أن كل شيء متصل ببعضه البعض؟ ربما تكون وسيلة الإتصال غير مرئية أو هناك صعوبة في فك شفراتها أو ربما ينعدم أي صلة بين كل تلك الأحداث وتصبح فقط أحداثا هلامية لا يمكنك بتاتا العثور على رابط يجمعهما معا أغمض عيونك وهيا بنا نراجع كل ما حدث في الحياة لنا، كل ما سكن في قلوبنا، وكل ما حل عنها وهاجرها، هيا بنا نرى الدائرة كاملة بأسباب وشرح وافي، مقدمات ونتائج، براهين ومعطيات.. هل كل ما حدث كان مصادفة؟ أم كله متصل ببعضه بشكل أو بآخر؟ هل كان رد فعلك في موقف ما في مرحلة المراهقة كان يعتمد على شيء قد تعلمته في الطفولة أم أنك تصرفت ه

ياصاح لنمضى سويا أن تكون عينة مرآة أخيه

صورة
لقد تعاهدنا على السير معا، على أن يلزم الفراش أحدنا حال مرض الأخر، أن نتقاسم رغيف خبز واحد وإن لم يغنى عن جوعنا، أن يسابق أحدنا خطى الأخر، أن تكون عينة مرآة أخيه، وأن لايسمح لأهوال الدنيا أن تثقل كاهله إلا إذا كان أحدبا،  أن يبصر طريق أخيه قبل أن يسلكه ،أن يلتمس له البشائر  فى ليالية الموحشة، أن يهرول إلى الأبوب المغلقة ليفتحها على مصراعيها حال رؤية أخية قادما ، أن يمهد له الطريق وأن يزيل عنه الأشواك وإن أدمت يداه ، أن يخلص له فى غيابه، لم تكن تلك أواصر الآخاء فحسب،   لقد اعتدنا تجاهل النوازل، فقد كنا ننام ملئ جفوننا. مهما بلغ منا المصاب، لم يستشعر أحدنا الوحدة يوما إلا فى غياب رفيقه، ولم تؤنسه تلك الجموع مادام نصفه الأخر لايزين مقعده. مضت الأيام وتغير الحال بمحال عدم دوامه ، فدأب أحدنا على إيثار نفسه على رفيقة وأهم بهمه دون الإهتمام لما أهمه ، لكنه لم ينتبه لوقع أثر فعلته فى نفس أخيه رغم تكرار الإمتعاض الذى كسى ملامحه وهو يحاول أن يثنيه عن مأربه ويذكره بأخوة الأمس ، عله يشفق على نفسه من مغادرة من إعتاد الإستناد إليه فى شدته وهو مطمئن ، فقط عليه أن يتدارك سوء اقترافه فى حق أخيه قبل أن

الجزء السادس والاخير من قصة اعترافات في حجرة مظلمة

صورة
اعترافات في حجرة مظلمة تعافى الأب وعاد إلى المنزل، وفتحت زينب له الباب، أول ما رآها عاودته تلك الظنون من جديد، لم ينس أنها قد خالفت أوامره، ابتسم لها ومر من أمها دون أن يحتضنها مع استعداد هيئتها على احتضانه   وعلى مائدة الطعام لم ينظر إليها أو يحدثها إلا حينما حاولت الأم قصداً أن تفعل ذلك فأجاب محاولتها مبتسما للفتاة. انفضت مائدة الطعام فأراد الأب أن يستريح قليلا على فراشه، فقبل أن يغمض عينيه نادى زينب كي يحدثها، فأجابته في الحال بلهفة المتضرع الذي يموت شوقا من أجل حبيبه، فباشر حديثه قائلا " ربما لن يصادفنا الحظ حتى نكون أصدقاء في يوم ما، ولكن أود إخبارك بشيىء..."    فقاطعته قائلة " لم أكن أقصد ما...." فأكمل حديثه واضعا يده على فمها " يمكن لك أن تذهب إلى العمل متى شئتي، فلم أفعل شيئا في حياتي إلا من أجلكم ولكن ربما أخطأت في تلك القرارات الفردية، ولكن قد تعلمت منه، فأنا فخور بك إلى أقصي الحدود اذهبي الآن وساعدي أمك ولكن أود احتضانك وبشدة قبل أن تذهبي..فاحتضنته وذهبت وهي في أشد لحظات الحزن والفرح معا ولكن غلب الفرح شعورها وأحبت هذا الإنسان الجديد الذي طالما تمنت

الجزء الخامس من قصة اعترافات في حجرة مظلمة

صورة
اعترافات في حجرة مظلمة أتعلمين يا مرآتي ما حدث لأبي بالأمس؟ لم يعد ينظر إلي وكأن وجودي لا قيمة له، شيئ ما أشبه بالحي الميت ولكن ربما يكون أصعب فهنا تجدى إعترافا من والد الحي الميت بعدم وجوده... فتحكي لي أمي أنه لم يعد يحدثها هي أيضا وكأن تلك الكلمات قد هزته من الداخل، قد وضعته أمام المرآة الحقيقية وليست من وهمته أنه المثالي في كل شيىء... في ليلة ككل الليالي لم يكن بها حدث يميزها، أو أخبار سارة تغير الحزن المهيمن عليها، جاء والدي فور انتهائه من صلاة العشاء، دخل غرفته وأغلق الباب، وبدأت هواجس النفس تزداد حتى علا صوته دون وعي منه قائلا " هل كنت على خطأ؟!" ألم أكن الأب المثالي؟ فدائما كنت أختار القرار لأنني وحدي من يعلم العواقب، أنا الأكبر فأرى أفضل منهم، أحميهم كي لا يتعثروا في الطريق مثلي، أود لو أتخلص من ألسنة الناس وأعينهم فمن يمتلك فتاة تحمل إسمه، يتحمل عواقب امتلاكها، ذهابها وإيابها، من أين جاءت في ذلك الوقت المتأخر، وأين ستذهب وحدها، لا بد وأن يصطحبها أحد، ولكن إن كنت بالخارج في العمل كيف سأتركها تذهب وحدها، إنهم هَمُّ يحمله المرء منّا حتى نهاية عمره فلا يتخلص منه إلا حين

الجزء الرابع من قصة اعترافات في حجرة مظلمة

صورة
اعترافات في حجرة مظلمة دخل الأب كالثائر على ابنته صائحا بها في لهجة لا تحمل شيئا من الرحمة أو العتاب الحاني، وكأن بركانا من القسوة تدفقت حممه فتشكلت الصهارة مندفعة في استقواء على الفتاة جراء ذاك الحديث الذي دار بين الزوجين حتى اندفعت ثورته كلها في وجهها فتصلبت هي كالتمثال، ولكن إن وجد التمثال ثورة بداخله، لا بد وأن ينفجر، كي يصبح إنسانا، يشعر ويتألم، ويدافع عن حقه ويناقش ما يخصه أو ما يراه حتى يثبت ذاته، قد تعلمت من أمها طاعة والدها حتى لا تخسره، ولكن إن اختلفا في أمر ما وهي تري أنها على حق تناقشه أم تطيعه طاعة عمياء...، فإن أطاعته طاعة عمياء، فلم تعلمت مفهوم الحرية، وإن كانت مجرد أقاويل، فكيف تدوم الحياة بالخوف؟!    كيف لنا أن نقيم علاقة سوية يتحكم فيها الخوف والأنانية وحب السيطرة.   بدأ الصدام بالأعين قبل الألسن، فتحررت عيناها من ذلك الخوف الذي كان يكبلها، ونظرت إلى أبيها دون خوف قائلة " لم تحرمني من كل شيء أحبه ياوالدي. لأنني فتاة؟ فليست هذه مشكلتي، فالله قد خلقنا رجالا ونساء معا، أم لنقص الأمان؟ ولكن لا يعد سببا منطقيا فإن أصبحت قادرة على الذهاب والإياب فإنه يوجد أمان أم أنه

الجزء الثالث من قصة اعترافات في حجرة مظلمة

صورة
اعترافات في حجرة مظلمة في الحال اتجهت نحو ركن هادئ وأخذت في إجابة والدها على الهاتف، ومع انتهاء المكالمة التى كانت فقط للإطمنان على حالة ابنته ومعرفة أين تكون ومع من، شعرت بتأنيب الضمير على كذبتها التى لن تغتفر إن علمها والدها.   وعندما رجعت إلى المنزل فإذا بها تجد والدها فيه، فتعرضت لصدمة في أول ثلاث ثوان، فلم تعلم إن كان وجوده سيحزنها أم سيفرحها، ستسير الأوضاع كما كانت أم ستنقلب رأسا على عقب. ابتسمت ابتسامة بلهاء وقبلت يداه، وقبل أن تنهض من فراشها في اليوم التالي قررت ترك العمل وإكمال دراستها، وأفصحت عما في قلبها لأمها فوافقتها.    في اليوم التالي على مائدة الطعام يسأل أحمد أخته زينب لماذا لم تعود متأخرة ككل يوم ولما لم تأتي له بالحلوي ككل يوم، فصمتت برهة تختلس النظر إلى عيون أمها في خفية كي لا يلحظها أحد، فردت أمها في شئ من الإرتباك قائلة " يكفي ما اشترته لك يا أحمد. لا تكن شرها" وانفض الجميع عن مائدة الطعام بعد لحظات في صمت وامتناع عن الحديث ولكن مع استفسارات بالعيون لا تنتهي...   في الليلة ذاتها انفرد الأب بأم زينب قائلا " ينتابني شعور مباغت وكأنه يبدوا أن أمرا ما

الجزء الثاني من قصة اعترافات في حجرة مظلمة

صورة
اعترافات في حجرة مظلمة  جاء يوم الجمعة وانتهت زينب من العمل المنزلي بمشاركة والدتها وانطلقت بقلبها ومشاعرها الجياشة تحركها نحو الباب في سرعة مذهلة ولكن بعد أن تتأكد من عدم ملاحظة أحد لها. دخلت الغرفة، أغلقت الباب بالمفتاح كي تشعر بالأمان، تأكدت من عدم وجود أحد في الغرفة فإخوتها الصغار يمكنهم أن يختبئوا في أي مكان تحت الفراش أو الأمتعة، حتي اطمئنت لعدم وجود أحد فيها.   بدأت بخلع ملابسها حتى ظلت بقطعتين، ربما بذلك يمكنها إثارة أي رجل ولكنها لا تفكر في ذلك فإنها تجلس في ظلام حالك لا أحد يراها ولا هي حتي ترى نفسها. أخذت بالجلوس على الكرسي أمام المرآة، فكثيرا ما كان يشبه كرسي الإعتراف، تحاسب نفسها أحيانا وتلقي اللوم على المجتمع والأسرة أحيانا أخرى. همت بإلقاء التحية وكأنها تسمع أمامها شخصا ما يرد عليها فباشرت حديثها بحكي ما حدث أول الأسبوع " حين أعود من العمل ليلا كان يرهقني رؤية الناس لي وكأني تمثال في يوم افتتاح يراه الناس كي يقدروا ثمنه... كل ذلك لأنني فتاة ولكن من حق أي شاب أن يذهب للعمل ويؤوب ليلا أو أن يخرج مع أصدقائه في نزهة ويرجع قبيل الفجر لأنه رجل وليس امرأة. كم ترهقني كثيرا

اعترافات في حجرة مظلمة

صورة
اعترافات في حجرة مظلمة ياليتني كنت فتى فأجوب أراضي العالم أجمع،أمضي يمينا ويسارا، دون قيود جسدية، دون عيون تجرح قلبا لم تعرفه، دون حديث ينمحي إن جاءت فيه كلمة فتاة، فإن صرت فتى سأتحرر من عقداتي التي لا تنفك، فأرى النور بين الجدران الأربع، وأعيش حياة كانت شبه محرمة من قبل أناس قد دُفنوا منذ زمن قد مضى وبقيت علاماته حاضرة لا تغيب أبدا.    فإذا بالأم تنادي زينب كي تنام مبكراً حتى تستطيع الذهاب إلى العمل في اليوم التالي، فتبتسم في المرآة التي أمامها وتعد نفسها بأمل في يوم جديد ومجتمع أفضل، ثم تجاوب سؤال أمها بالإيجاب وتذهب إلى فراشها.    حقا إنه كان يوم عطلة ولكن زينب كانت تقضيه في مساعدة أمها حتي يحل عليها الليل فتذهب هي كي تستمتع بعرض مشاكلها على مرآتها في ركنها المظلم؛ فلا تسلط الضوء على جسدها وتغيراته ولا على جلدها الذي ينكمش يوما بعد يوم، فيُذهب شبابها. ولكن كل ما كان يهمها هو قلبها، ذلك الشكل المخروطي بحجم قبضة اليد، الناصع البياض حين ولدت، كيف احتله اللون الأسود الكئيب...والأدهى من ذلك أنه رغماً عن إرادتها! كل تلك المشكلات عواملها خارجية فكيف هي تستطيع أن تتحكم بها...ليسَ أمراً هينا

حنين إلى الماضي

صورة
حنين إلى الماضي  كلما أمر على تلك الديار، يأخذني الحنين إلى سنوات قد مضت وانقضت منذ أمد بعيد. فأول ما تقع عينيا عليه هي ذكري قد بقيت في القلب عالقة، لا يمحيها الزمان ولا يمكن لبشر أن يحل محلها...   إنها الذكرى المستحيلة التحقيق، بل رغم ألمها الشديد إلا أنني أعيش على أثرها الطيب في قلبي، أتنفس رائحتها التي تشبه رائحة الياسمين يوم ميلاده. كنت أمر كل يوم من أجل أن أراها دون أن تلاحظني، أتمتع برؤيتها من بعيد كفراشة في الحقل، تتحرك هنا وهناك، في انسيابية أشبه بحرية تلك الطيور...    ولكنني لم أجد الشجاعة داخلي كي أصارحها، بل وكنت على يقين بأنها لا تراني... حتي طار الطير من عشه وذهب إلى عش آخر... وصرت أنا هنا في حنيني إلى الماضي، ربما كنت أستطيع تغييره.

الطمأنينة ...أمل القلوب

صورة
لاشعور يضاهى الأمان ،أن يحيا المرء مطمئنا،أن يقهر مخاوفه وأن ينام قرير العين ، أن يبدأ يومه بإبتسامة مفعمة بالأمل ،أن يراقب شروق الشمس وهو يتنفس الصعداء، أن يحتسى قهوة الصباح ويتصفح جريدته اليومية بينما يدون ابتساماته على الأوراق خاصتة ،أن يدين ويشجب ما تأباه فطرته أملا فى بلوغ مبتغاه، أن يقبل على أداء عمله بلهفة ؛ غير مكره عليه، أن يهتم بمواصلة يومه بنفس شغف البداية، أن يعود حاملا معه باقة ورود مواساة لجسده المنهك، أن يقدم على أداء واجباته على أكمل وجه ،أن يعمل بقلبه؛ لاخوفا من رقيب سوى الله  كل هذا ينبع من كون الإنسان مطمئنا، لكن هذا الإطمئنان لايأتى من فراغ ،كما أنه لامكرمة من أحد ، فهو حق كل إنسان لابد أن يحصل عليه ، ليس هبة من حاكم ولامنحة من سلطان، ولا رأفة من أحد، هو شعور يستحق أن يحارب الإنسان لأجل الوصول إليه ،أن يحدد وجهته ويسعى لإقتناصه مهما كلفه الأمر، وأنهكته بعد المسافات ،وأعياه طول الطريق،هذا الشعور لايحتاج تحقيقه معجزة لقد تناوله القرآن الكريم فى ثنايا صفحاته (الذين ءامنوا ولم يلبثوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون ) إشارة ربانية واضحة ، قإن كنت تريد الأمان عليك

مجاراة الأمل ومجافاة الألم

صورة
                               قطوف من حدائق الأمل كتبت اسماء عبدالحميد كان لزاما عليك أن تصغى لذلك النداء الذى طالما أربك سكونك ،وأن تعيد ترتيب كلماتك ،أن تتبع عيناك بصيص الأمل الذى يلوح فى الأفق  أن تكف عن ملاحقة ألامك،وأن تتجرع مرارة الصبر دون شكاية ،لم يسعك الأمل لتبدى إبتسامة مشوبة بالعبرات التى لم   تتسع لها حدقة عينك فأزرفت الدموع ؛  تحاول أن تمضى قدما ،لكن خطاك متبعثرة، مثقلة بالحنين، عيناك فى الخلف حيث تجمعات الأحبة، ودفء العائلة،  وألفة الرفاق، وكأن ذاكرتك، تأبى النسيان رغم تكرار المحاولة ،فى كل مرة تخفق فيها تسيل الدماء من تلك الجروح التى تأبى أن تبرأ ، تظن بنفسك الوحدة بينما أنت صديق ألامك ،مجاورك الحنين، وملازمك الفقد أينما ذهبت،  فلتكف عن تلك المحاولات البائسة ، وأن تصفع مخاوفك وتنهض مجددا لتصنع من أحلامك عكازا تستند إليها كلما تسرب اليأس إلى قلبك  أتعرف لماذا يهاجمك اليأس؟! أتدرى ماهو سبب فشلك فى النسيان ؟! ربما لم تبحث يوما عن السبب فى فشل محاولاتك المتكررة فى تجاوز كل ما مررت به من ألام ،ستجد دليلك عندما تدرى معنى أنك مازلت عالقا فى أوجاعك ولم تعبرها بمرور الأيام رغم