ياصاح لنمضى سويا أن تكون عينة مرآة أخيه




لقد تعاهدنا على السير معا،
على أن يلزم الفراش أحدنا حال مرض الأخر، أن نتقاسم رغيف خبز واحد وإن لم يغنى عن جوعنا، أن يسابق أحدنا خطى الأخر، أن تكون عينة مرآة أخيه، وأن لايسمح لأهوال الدنيا أن تثقل كاهله إلا إذا كان أحدبا، 


أن يبصر طريق أخيه قبل أن يسلكه ،أن يلتمس له البشائر  فى ليالية الموحشة، أن يهرول إلى الأبوب المغلقة ليفتحها على مصراعيها حال رؤية أخية قادما ، أن يمهد له الطريق وأن يزيل عنه الأشواك وإن أدمت يداه ، أن يخلص له فى غيابه،
لم تكن تلك أواصر الآخاء فحسب،   لقد اعتدنا تجاهل النوازل، فقد كنا ننام ملئ جفوننا.


مهما بلغ منا المصاب، لم يستشعر أحدنا الوحدة يوما إلا فى غياب رفيقه، ولم تؤنسه تلك الجموع مادام نصفه الأخر لايزين مقعده.


مضت الأيام وتغير الحال بمحال عدم دوامه ، فدأب أحدنا على إيثار نفسه على رفيقة وأهم بهمه دون الإهتمام لما أهمه ، لكنه لم ينتبه لوقع أثر فعلته فى نفس أخيه رغم تكرار الإمتعاض الذى كسى ملامحه وهو يحاول أن يثنيه عن مأربه ويذكره بأخوة الأمس ، عله يشفق على نفسه من مغادرة من إعتاد الإستناد إليه فى شدته وهو مطمئن ، فقط عليه أن يتدارك سوء اقترافه فى حق أخيه قبل أن يدب الجفاء بينهما ، وأن يسمحوا للثغرات لتصنع مسافات تزيل جميل أثر ماضيهم ,


إن كان خطأ أحدهم إنشغاله بذاته وإهمال رفيقة ؛ فالثانى أعظم جرما حين توقف عن عتابه ،حين آثر العزة لنفسه التى ماكانت لتخدش حال دنو الملامة وهذا هو الخطأ الشائع الذى يعترى إخاء بعضنا البعض حين يلوذ بالصمت أمام زلة أخيه ولايفصح له عما يجول بخاطره ،ولايدرى أن سكوته عن صنيعه يعمق الفجوة التى أقدم نظيره على إحداثها بغفلته وعدم انتباهه أحيانا ، أو ربما تعمد فعل ذلك ليعرف قدره عنده ومعرفة إلى أى مدى سيحدث الجفاء شرخا فى جدارهما المتين .


فلتتذكر بأنه رفيق دربك وأنه لاغنى لأحدكما عن الأخر ولابديل ، فلتناشده العودة ولتذكره بعهده القديم، ولتقسم عليه بصدق إخاءه أن لاينتابه شعور يؤذيه نتاج صنيع هوى النفس، فلتعاهدنى مجددا على أن تكف عن ملاحقة سذاجتى ولتغفر لى عثراتى ،
استنصرك على نفسى فلا تدعنى لها وإن خذلتك يوما .


أناديك بكل ما أوتيت من مودة أن لاتلتفت يوما إلا موبقات نفسى ، وأن لاتطرق باب الخصام مهما بدا منى وأن لاترمق بعينيك فعلا يؤذى ألفتنا إلا لتقومه ، فحاجتى إليك أن تبصرنى بعيوبى وأن تكمل نواقصى ، ولتغض الطرف عن عثراتى ، أنا بك فلتبايعنى على أن تكون صوت ضميرى عندما يغفوا
وأن لايكون لى مهربا منك ولابديلا عنك .

بقلم : اسماء عبدالحميد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معلومات عن جرثومة المعده " H pylori"

" الخشت " يصدر قراراته بشأن امتحانات الميد ترم والتكليفات الدراسية

عروض تركسل تعقيب العرض المطروح 5 جيكابايت 500 دقيقة