الجزء الثالث من قصة اعترافات في حجرة مظلمة

اعترافات في حجرة مظلمة

في الحال اتجهت نحو ركن هادئ وأخذت في إجابة والدها على الهاتف، ومع انتهاء المكالمة التى كانت فقط للإطمنان على حالة ابنته ومعرفة أين تكون ومع من، شعرت بتأنيب الضمير على كذبتها التى لن تغتفر إن علمها والدها.

 وعندما رجعت إلى المنزل فإذا بها تجد والدها فيه، فتعرضت لصدمة في أول ثلاث ثوان، فلم تعلم إن كان وجوده سيحزنها أم سيفرحها، ستسير الأوضاع كما كانت أم ستنقلب رأسا على عقب. ابتسمت ابتسامة بلهاء وقبلت يداه، وقبل أن تنهض من فراشها في اليوم التالي قررت ترك العمل وإكمال دراستها، وأفصحت عما في قلبها لأمها فوافقتها. 

 
في اليوم التالي على مائدة الطعام يسأل أحمد أخته زينب لماذا لم تعود متأخرة ككل يوم ولما لم تأتي له بالحلوي ككل يوم، فصمتت برهة تختلس النظر إلى عيون أمها في خفية كي لا يلحظها أحد، فردت أمها في شئ من الإرتباك قائلة " يكفي ما اشترته لك يا أحمد. لا تكن شرها" وانفض الجميع عن مائدة الطعام بعد لحظات في صمت وامتناع عن الحديث ولكن مع استفسارات بالعيون لا تنتهي...

 في الليلة ذاتها انفرد الأب بأم زينب قائلا " ينتابني شعور مباغت وكأنه يبدوا أن أمرا ما يحدث دون علمي، إنني أقرأ كل شيء في عينيك الآن لأنك لم تكذبين علي قط فلم فعلت ذلك؟ 

 همت الأم بالرد، فحينا يتقطع الكلام ويصبح غير مفهوم وحينا آخر يخرج في عجلة وكأنها تريد أن تتخلص من حمل يثقل كاهلها، فتتحول الأم إلى طفلة في محكمة قضاء مع حرصها الشديد على الحفاظ على مستقبل ابنتها الكبري، فهي تعلم كيف سيتصرف الوالد إن علم أنهم خالفوا أمره ولكنها أجبرت على كره منها أن تفصح عن الحقيقة وحكت له كل ما جري محاولة تهوين الأمر ولكن كل ما استوعبه أنها خالفت أمره، إذا لا بد وأن تعاقب، معادلة منطقية ولا بد وأن تنفذ.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معلومات عن جرثومة المعده " H pylori"

" الخشت " يصدر قراراته بشأن امتحانات الميد ترم والتكليفات الدراسية

عروض تركسل تعقيب العرض المطروح 5 جيكابايت 500 دقيقة