الجزء الثاني من قصة اعترافات في حجرة مظلمة

اعترافات في حجرة مظلمة 


جاء يوم الجمعة وانتهت زينب من العمل المنزلي بمشاركة والدتها وانطلقت بقلبها ومشاعرها الجياشة تحركها نحو الباب في سرعة مذهلة ولكن بعد أن تتأكد من عدم ملاحظة أحد لها. دخلت الغرفة، أغلقت الباب بالمفتاح كي تشعر بالأمان، تأكدت من عدم وجود أحد في الغرفة فإخوتها الصغار يمكنهم أن يختبئوا في أي مكان تحت الفراش أو الأمتعة، حتي اطمئنت لعدم وجود أحد فيها.


 بدأت بخلع ملابسها حتى ظلت بقطعتين، ربما بذلك يمكنها إثارة أي رجل ولكنها لا تفكر في ذلك فإنها تجلس في ظلام حالك لا أحد يراها ولا هي حتي ترى نفسها. أخذت بالجلوس على الكرسي أمام المرآة، فكثيرا ما كان يشبه كرسي الإعتراف، تحاسب نفسها أحيانا وتلقي اللوم على المجتمع والأسرة أحيانا أخرى. همت بإلقاء التحية وكأنها تسمع أمامها شخصا ما يرد عليها فباشرت حديثها بحكي ما حدث أول الأسبوع " حين أعود من العمل ليلا كان يرهقني رؤية الناس لي وكأني تمثال في يوم افتتاح يراه الناس كي يقدروا ثمنه... كل ذلك لأنني فتاة ولكن من حق أي شاب أن يذهب للعمل ويؤوب ليلا أو أن يخرج مع أصدقائه في نزهة ويرجع قبيل الفجر لأنه رجل وليس امرأة. كم ترهقني كثيرا تلك الفروق التي تزداد يوما بعد يوم، وكأننا قد خلقنا على خلاف كالذي كان بين إبليس وآدم، وكأن تعمير الكون قد ورث للرجال دون النساء، فيقولون أن العمل سيزيد من حدة الفتاة، أتصدقين ذلك؟! عادات متوارثة وتقاليد لا تمت بصلة للشرع ولا للدين، موضوعة من قبل بشر، ربما كانت تناسبهم في عهدهم ولكن القوانين البشرية أساسها التغير، محقة أنا؟ فتسمع المرآة تؤكد رأيها فتهدأ نفسها من تلك الثورة التي أشعلتها الناس وعيونهم.


 وفي الحال تتذكر ما حدث يوم الأربعاء في تمام الثالثة عصرا، حين حدثها والدها من مملكة الإمارات العربية المتحدة- حيث كان يعمل في حرفة يدوية والراتب الشهري لا يكفيه هو وعائلته في أغلب الأحيان ولهذا السبب سافر، ولكن لم يكن العمل جيدا كما اعتقد فأحست زينب بحاجة أسرتها للمال، فبادرت بالعمل بجانب دراستها الجامعية. في أول الأمر حدثت والدها عن فرصة العمل فرفض، على الأرجح خوفا من أن تعيله فتاته يوما فتصبح هي المتحكمة.

ففي الخفاء بدلا من أن تذهب إلى جامعتها، كانت تذهب إلى العمل ووافقت أمها فقط لإحتياجهم إلى المال- عند سماع المكالمة انتفضت من مكانها وكأنه قد حضرا الملكان لمحاسبتها على ارتكاب مثل هذا الخطأ الجسيم.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معلومات عن جرثومة المعده " H pylori"

" الخشت " يصدر قراراته بشأن امتحانات الميد ترم والتكليفات الدراسية

عروض تركسل تعقيب العرض المطروح 5 جيكابايت 500 دقيقة