الجزء السادس والاخير من قصة اعترافات في حجرة مظلمة

اعترافات في حجرة مظلمة


تعافى الأب وعاد إلى المنزل، وفتحت زينب له الباب، أول ما رآها عاودته تلك الظنون من جديد، لم ينس أنها قد خالفت أوامره، ابتسم لها ومر من أمها دون أن يحتضنها مع استعداد هيئتها على احتضانه

 وعلى مائدة الطعام لم ينظر إليها أو يحدثها إلا حينما حاولت الأم قصداً أن تفعل ذلك فأجاب محاولتها مبتسما للفتاة. انفضت مائدة الطعام فأراد الأب أن يستريح قليلا على فراشه، فقبل أن يغمض عينيه نادى زينب كي يحدثها، فأجابته في الحال بلهفة المتضرع الذي يموت شوقا من أجل حبيبه، فباشر حديثه قائلا " ربما لن يصادفنا الحظ حتى نكون أصدقاء في يوم ما، ولكن أود إخبارك بشيىء..." 

 فقاطعته قائلة " لم أكن أقصد ما...." فأكمل حديثه واضعا يده على فمها " يمكن لك أن تذهب إلى العمل متى شئتي، فلم أفعل شيئا في حياتي إلا من أجلكم ولكن ربما أخطأت في تلك القرارات الفردية، ولكن قد تعلمت منه، فأنا فخور بك إلى أقصي الحدود اذهبي الآن وساعدي أمك ولكن أود احتضانك وبشدة قبل أن تذهبي..فاحتضنته وذهبت وهي في أشد لحظات الحزن والفرح معا ولكن غلب الفرح شعورها وأحبت هذا الإنسان الجديد الذي طالما تمنته أبا لها.

 انتهيا من تنظيم المنزل وأخذت تنادي والدها كي يستيقظ فيجلس معهم لتناول الشاي، دخلت غرفته وأخذت تحركه فلا يجبها فقالت أنه غارق في نومه فنادت أمها كي توقظه، ذهبت الأم كي توقظه، فلم يجبها، راودها في البداية شعور بالقلق فحاولت فتح عينيه حتى تأكدت من وفاته، فسقطت الأم من صدمتها حتى أفاقها إخوته، وتمت الدفنة فلجأت الأم إلى مرآتها التى تركتها من سني فاتت، كي تعزي نفسها فربما كانت تشعر بإقتراب أجله لإنتهاء رسالته التى قد جاء من أجلها فنحن نأت هنا كي نخطئ ونتعلم، وهو قد أخطأ وحاسب نفسه واكتشفها وأصلح ما كان فيها من عيوب وهداه الله لإصلاح ما قد أفسده قبل أن يفارق الدنيا فكسب حب أبنائه قبل موته، أليس هي تلك رسالة الحياة؟!

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معلومات عن جرثومة المعده " H pylori"

" الخشت " يصدر قراراته بشأن امتحانات الميد ترم والتكليفات الدراسية

عروض تركسل تعقيب العرض المطروح 5 جيكابايت 500 دقيقة