لم يكن الأمر مصادفة

لم يكن الأمر مصادفة

لم يكن الأمر مصادفة 

كثيرا ما كنت أقول " لم يكن الأمر مصادفة" أن تصادف شخصا عزيزا عليك لم تره منذ سنوات وأنت ذاهب إلى العمل، أو أن ترى ابتسامة طفل تحنو عليك في ظلمات طريقك، أو أن تتلقى نظرات تثيرك غضبا دون النطق بكلمة واحدة، أو أن تشاهد مشهدا قصيرا على التلفاز يرشدك إلى حل مشكلتك، أو أن تقرأ عبارة تفتح لك طريقا آخر طالما اعتبرته مغلقا... ربما نراه إلهاما أو مشابها لتلك الحاسة السادسة التى نسمع عنها دون قدرة منّا على إعطائها تعريف صحيح، هل كان الأمر حقا مصادفة أم أن كل شيء متصل ببعضه البعض؟ ربما تكون وسيلة الإتصال غير مرئية أو هناك صعوبة في فك شفراتها أو ربما ينعدم أي صلة بين كل تلك الأحداث وتصبح فقط أحداثا هلامية لا يمكنك بتاتا العثور على رابط يجمعهما معا

أغمض عيونك وهيا بنا نراجع كل ما حدث في الحياة لنا، كل ما سكن في قلوبنا، وكل ما حل عنها وهاجرها، هيا بنا نرى الدائرة كاملة بأسباب وشرح وافي، مقدمات ونتائج، براهين ومعطيات.. هل كل ما حدث كان مصادفة؟ أم كله متصل ببعضه بشكل أو بآخر؟ هل كان رد فعلك في موقف ما في مرحلة المراهقة كان يعتمد على شيء قد تعلمته في الطفولة أم أنك تصرفت هكذا دون وعي منك بشأن ذاك التصرف أو التغير الذي يطرأ عليك؟
أتتذكر حياة ذاك البائس التى قد تغيرت وابتسمت له الدنيا من عمله وإيمانه بتلك المصادفات وتفسيرها على أنها دائما وقائع ورسائل يرشدنا بها الرب إلى الصواب؟ أم كان خياله يسبق عقله فالناس ينظروا إليه بشفقة حينا وحينا آخر ينصحونه بعدم التفكير لعله يتصل مرة أخري بالواقع! هل كان قدرًا أم مصادفة؟
هل تتذكر موقفًا غير مجرى حياتك؟ هل كنت تخطط له أم جاء هكذا من حيث لا تدري؟ ربما يكون هذا القدر الذي طالما سعيت لمعرفة خباياه ولكن من دواعي الحزن أنك لم تتمكن من معرفة أدنى ما يحويه هذا الكتيب. تعيش تبحث في كل التفاصيل التى تمر بها، لربما تجد رابطا يجمعهما جميعا ولكنك تخفق مرة وتظن الأخرى أنك تفوقت، فيزداد شغفك لمعرفة المزيد والمزيد فتبحث بشراهة بين أحداث حياتك المختلفة، لعلك تجد ما يقنعك أنك في أفضل حال وأن كل ما يحدث لك هو الأفضل...

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معلومات عن جرثومة المعده " H pylori"

" الخشت " يصدر قراراته بشأن امتحانات الميد ترم والتكليفات الدراسية

عروض تركسل تعقيب العرض المطروح 5 جيكابايت 500 دقيقة