الطمأنينة ...أمل القلوب




لاشعور يضاهى الأمان ،أن يحيا المرء مطمئنا،أن يقهر مخاوفه وأن ينام قرير العين ، أن يبدأ يومه بإبتسامة مفعمة بالأمل ،أن يراقب شروق الشمس وهو يتنفس الصعداء، أن يحتسى قهوة الصباح ويتصفح جريدته اليومية بينما يدون ابتساماته على الأوراق خاصتة ،أن يدين ويشجب ما تأباه فطرته أملا فى بلوغ مبتغاه، أن يقبل على أداء عمله بلهفة ؛ غير مكره عليه، أن يهتم بمواصلة يومه بنفس شغف البداية، أن يعود حاملا معه باقة ورود مواساة لجسده المنهك، أن يقدم على أداء واجباته على أكمل وجه ،أن يعمل بقلبه؛ لاخوفا من رقيب سوى الله 

كل هذا ينبع من كون الإنسان مطمئنا، لكن هذا الإطمئنان لايأتى من فراغ ،كما أنه لامكرمة من أحد ، فهو حق كل إنسان لابد أن يحصل عليه ، ليس هبة من حاكم ولامنحة من سلطان، ولا رأفة من أحد، هو شعور يستحق أن يحارب الإنسان لأجل الوصول إليه ،أن يحدد وجهته ويسعى لإقتناصه مهما كلفه الأمر، وأنهكته بعد المسافات ،وأعياه طول الطريق،هذا الشعور لايحتاج تحقيقه معجزة


لقد تناوله القرآن الكريم فى ثنايا صفحاته (الذين ءامنوا ولم يلبثوا إيمانهم بظلم أولئك لهم الأمن وهم مهتدون )
إشارة ربانية واضحة ، قإن كنت تريد الأمان عليك أن تمنحه أولا ، فليسلم منك من سالمك ،وأن لايشوب الإيذاء أفعالك ، فهذه الإشارة لكل من أمن منه غيره ستأتيه المكافأة جزاء من جنس عمله، فعندما ينحرر الإنسان من نواقض فطرته، ويتجرد من سيطرة الأفكار الشيطانية التى تدفعه للإنتقام والثأر أو تدفع به للوقوع فى ظلم بنى جنسه فإنه فى هذه الحالة سيؤتى سؤله، وسينال الجائزة، وسينتزع الشعور الذى يستحقه من جوف بركان جاثم على صدره ، 


ماذا لو اجتهد كل منا فى إسعاد غيره أولا؟! ماذا لو كان همه أن يرى السعادة تجتاح حياته فيتقاسمها مع غيره؟! أن يزيل عن قلبه لهيب الحقد ، أن يعاهد نفسه على أن لايقرع باب ألم، ولايرهق كاهله بحمل شئ لايبث عطر السعادة على جلوسه، وأن يتشارك إبتساماته مع من جاوره، 


فلايمكن أن يفوح منه عطر الأمان دون أن تعلق به منه قطرات‘
هو بذلك الرابح الأول، وهو من يجنى الطمأنينة أولا 


ما أجمل أن ترى ثمرة غرس السعادة على وجوه المحيطين بك ، أن تتناسى عبوسك حرصا على عدم إيلامهم لألمك ،
كن أيقونة منيرة لظلامهم، كن حصنا يلوذون به كلما اشتدت عليهم قسوة الحياة، كن ظلا يقيهم حر الشقاء،
كن دليلهم كلما حارت خطاهم فى البحث عن ملاذ أمن ،


هب لهم من قلبك وطنا، وإن لم يكن لك مثيله فى قلوبهم ،
لاتنتظر مقابلا لما تقدم ، كن على يقين بأنك الفائز فى نهاية المضمار، لتحيا مطمئنا ؛ عليك أن لاتجرح إنسانا ولو بكلمة، وأن لاتسبب له غصات ألم، أن لاتجعله يخشى حديثك وينفر من قربك،


كن ملاذا للجميع ، كن ملاكا متجسد فى صورة بشر، عاملهم بما تبغى أن تراه منهم، وإياك أن تلتفت لصنيعهم ،
أضف بوجودك جمالا للوجود ، واترك جميل الأثر من خلفك ، كن طمأنينة على هيئة إنسان،
وتذكر أنك مادمت تعبأ بأمان غيرك ستجلب الأمان لقلبك أولا قبل أن تعيرهم إياه.✋🏻
بقلم أسماء عبدالحميد

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معلومات عن جرثومة المعده " H pylori"

" الخشت " يصدر قراراته بشأن امتحانات الميد ترم والتكليفات الدراسية

عروض تركسل تعقيب العرض المطروح 5 جيكابايت 500 دقيقة