إيجابية الموت أحبب الموت وعِش! ينتظرك عالم أفضل.

                                   إيجابية الموت الموت هو الحياة

بقلم / عبير عياد 

كثيرًا ما كنت أخاف حين أرى جنازة، ففي فترة كنت كلما ذهبت إلى مكان  أسمع نعي فلان أو أرى صوانًا، وكثيرا ما كان يتبادر في ذهني أنها رسالة من الله لي وأني سأموت قريبًا! ثم وجدت نفسي لا يؤثر ذكر الموت فيّ إلا ببعض الوهن النفسي وكثرة التساؤل عن تفسير تكرار ذكر الأمر، ثم نسيت ما مر وكأن شيئًا لم يكن. 

وبعد ذلك بفترة مرضت مرضًا شديدًا وتملكني الإحباط واليأس وتذكرت الموت ثانية! لكن كان لذكره وقع آخر؛ فقد نقلني من شعوري بالموت وأنا حية والخوف من ذكره لحب ذكر الموت والرغبة في العيش. 

ليس بين الموت والحياة تناقض، بل ترابط؛ كلما ازددت للموت ذكرًا ازددت حياة. 
هذا ما علمنيه الموت، فكم ساعدني ذكره على التقوي على ما فيّ والرغبة في مداومة الحياة. 

الحياة مع الموت أسهل! كلما تذكرت الموت قل الخوف من الخسارة، وزادت رغبتك في التحدي؛ ببساطة سيكون بداخلك شعور قوي بأنك ميت لا محالة فلمَ الخوف إذا من ردة فعل الآخرين؟! فإنك ميت وإنهم ميتون. كن شجاعا مع الموت فلا مجال للخوف من الفشل والإحباط ولا الإرتباك من نظرة الناس. 

الحياة مع الموت أسهل؛ فتذكرك للحظة موتك لا يجعلك تتردد أمام مواجهة العقبات. الموت ينَحِّي عنك كثيرًا من الخيارات التي لا تلزمك، يجعلك ترى العالم أكثر متعة ويشجعك على تجاوز حيز الزمان والمكان. لا كسل مع الموت؛ ببساطة لأنك تعرف أنك ستموت؛ فهيا أسرع!

الموت يجعل من الكِبر غبارًا؛ لا مجال لتضييع الفرص، كلٌّ يسارع لاغتنام لحظات الحياة، فلِم سأتكبر عن التعلم وعمري يمر سريعًا أمامي؟!

الموت علاج للكآبة! الموت يجعلك راضيا بما وهبك الله، تحاول إسعاد نفسك والآخرين بأقصى جهد لديك، تستثمر ما لديك غير آسفٍ على ما ليس لك.

غير ذكر الموت حياة ستيف جوبز بعد معرفته بمرضه بالسرطان وعرفه قيمة حياته. أليس حريٌّ بنا نحن المسلمون أن يغيرنا الموت؟!

أحبب الموت وعِش! ينتظرك عالم أفضل.