هل يمكن أن يشعر الإنسان بالكمال؟
![]() |
هل يمكن أن يشعر الإنسان بالكمال؟ |
الكمال صفة يتصف بها الله سبحانه وتعالي، ولكن هل يمكن للإنسان أن يشعر بها، حتي وإن كان لفترة مؤقتة؟ نعم يمكن للإنسان الشعور بالكمال، عندما يتحد جسده، عقله، قلبه وإرادته في جسد وعقل وقلب وإرادة آخر، عندما يقع في حب من يجعله إنسانا مكتملا، دون إحتياج لأحد، فيشعر وكأنه يكتمل العالم أجمع، يتمتع بمهارة الطير وقيمة الحرية، يصل إلى السموات السبع ورجليه عالقتين في الأرض، حينما يسير في الطرقات وحيدا في أعين الناس ولكنه حوله من يكفيه في أعينه، حتي وإن كانت خيالات عابرة فهو يعيشها على أنها الواقع، إن الحب جنون وكمال؛ يحيط بك فيوهمك بقوة لا تمتلكها، يجعلك تطير مكتوفي الأيدي والرجلين، منطلق القلب والروح إلى ما وراء السحاب، فتتوهم الطير، وتشعر قوة الحرية التي تنبعث من داخلك، فيضبىء قلبك بعد ظلام قد حل به، فتتوهم ميلادك من جديد، وتبدأ النظر إلى كل ما يحيط بك، وكأنك تراه للمرة الأولي، فتبدأ تناسي عيوبك، وتتوهم بالملاك الذي يعيش داخلك، إن الحب وهم أم كمال أم جنون؟
في أحد الدراسات التي تم إجرائها على ثلاثة فتيات من أعمار مختلفة؛ الأولي في أوائل العشرينات، والثانية في منتصف الثلاثينات والثالثة في أواخر الأربعينات. تم طرح هذا السؤال عليهم، ما هو الحب في نظرك؟ أجابت الأولي قائلة؛ إنه الشعور بالكمال، بإتحاد جسدان في جسد واحد، بالقوى اللانهائية، وكأنك تملك قوي خارقة يمكنك بها تغيير العالم، إن الكمال يوجد في الحب والحب وحده هو من يشعرنا بالكمال. وأجابت الثانية، إن الحب تفاهم، تحمل مسؤولية، رعاية مشاعر الآخر والحفاظ عليه في غيبته، إن كل مشاعر العشرينيات ما هو إلا حب هائج ولكن لا تلبث أن تتحمل مسؤوليته، فتدرك ما وراء تلك المشاعر، تدرك حياة كاملة ستكون مسؤول عنها، إن الحب ليس فقط تلك المشاعر إنما هو احترام وحنان يشملك فيملأ حياتك بالقناعة والسعادة، إن تلك المشاعر لها أهمية ولكنها ليست هي الأساس، وأجابت الأخيرة قائلة: إن الحب هو إحترام للآخر فبدون إحترام الآخر واعتباره كيان مستقل لن تصبح الأسرة، أسرة سوية، لن تنشئ أجيالا قادرين على إدراك معني الحب في الحياة، إن الأبناء هم حصيلة حب الآباء فلا بد وأن يعتمد على قيم ومبادئ نبيلة كي ينشأ الأبناء على تعلمها من آبائهم.
وهكذا ندرك أن الحب يختلف معناه بإختلاف العمر العقلي فلمن هم في العشرينات، يجدون في الحب الكمال والحرية والقوي اللانهائية، ولمن هم في الثلاثينات يجدون فيه مزيجا بين الدفء والتقدير، بين الإحترام والحنان أما من هم في الأربعينات فيجدون فيه المبادئ والقيم التي بها تنشأ الأسرة. فماذا عنك أنت؟
تعليقات
إرسال تعليق