كيف تتحرر من شهواتك؟

كيف تتحرر من شهواتك؟

حياكم الله وأسعد صباحكم. في بداية يومنا هذا نود الحديث معكم عن شهواتنا، تلك الأوامر التى تصدر من النفس فيخضع لها القلب ويلين العقل بلا قدرة على الصمود أو المواجهة. ولكن هل لنا من قوة تجعلنا أكثر استعدادا على مواجهة ما يمتلكنا ويحاوطنا من كل الجهات؟ هل لنا من قوة لنتخلص من شهواتنا ونصبح أحرارا، فلم يخلقنا الله لنصبح عبيدا لشهواتنا، صحيح؟ وإلا فلن يكن هناك اختلافا بيننا وبين الحيوانات. فأصعب تأثير للشهوات على الفرد هو أن تجعله تابعا لها دون أدني وعي بعواقب إتباعها. واليوم سنعرف معا أنواع الشهوات وكيفية التحرر منها حتى نصبح قادرين على إدارة حياتنا وألا نتركها في أيدي شهواتنا تحركها كما تشاء. 

أولا الشهوة هي رغبة شديدة تجاه شيىء معين، في حاجة إلى أن يتم إشباعها، وكلما حاولت إشباعها زادت رغبتها في المزيد والمزيد. كلنا لدينا شهواتنا التى تتدرج من الفطرة الغريزية الموجودة في البشر جميعا إلى اللذة الجثمانية التى تعلو وتنخفض حسب تحكمنا نحن وسيطرتنا عليها. إذا هناك جزء خارج سيطرتنا بحكم طبيعتنا كبشر وجزء آخر نستطيع التحكم فيه بالتفريق بين الصحيح والخاطئ. ومن أهم أسباب تحكم الشهوة بنا هو وقت الفراغ فإما أننا نعاني من فراغ روحي لعدم إتصالنا بالله أو لإنقطاعنا عن الصلاة، أو الفراغ الذهني ولعدم إنشغالنا بعمل أو دراسة أو ثقافة، أو الفراغ الجسماني وذلك لعدم تفريغ الطاقة الجسدية التى يمتلكها الفرد في الرياضة أو في شيىء مفيد.  

والآن قد علمنا أصل الشهوة والسبب الأكثر تأثيرا فيها، حيث توجد حكمة باللغة الإنجليزية تقول " the man who keeps busy helping the man below him, won't have time to envy the man above him" وهذا يعني أن من يبقي نفسه مشغولا، يساعد من هو أقل منه، وليس لديه وقتا ليحسد من هو أعلى منه" لذا فمن يبقي نفسه مشغولا ينجو ويظل سعيدا، صحيح؟ وهذا هو مفتاح التحرر من أي ألم أو شهوة أو طاقة سلبية. فقط قم بتكريس يومك وتخطيطه جيدا لما يفيدك وليس ما يضرك... وكي نصبح على وعي بما نمر به، إن ممارسة الرياضة والتأمل وإشغال أنفسنا ينقذنا من أمراضنا النفسية وشهواتنا التى ربما تؤذينا ونحن لا نعلم. نتمنى لكم يوما سعيدا مليئا بالطاقة الإيجابية والتفاؤل. رمضان كريم.