الرجل النبيل



كتبت:سماح رمضان

لكن كانت ملامحي عابثة دوما أو قل جامدة، باردة، هادئة بعض الشئ، لكن قلبي كان يعتصر ألما وشوقا وحبا، ما كان يجسده وجهي كان منافيا لما وجدته يوما بقلبي، لكن رجل مثلي ليس هوائيا، لا يجيد الدخول في معارك لا يعرف لها مسار، ولا يحب السير في طريق مجهول النهايات ولا أن يسأل المجاهيل عن طرق السير، رجل مثلي لا يحب أن يعارض الأقدار، بل يسير معها ويتجاوب، كنت أعلم أن قلبها يقطر وجعا وينزف مشاعره في اللاشئ، في حبي، والأشد فجعا لقلبها تجاهلي، ظنتني لا أميل وقسما ما إستقام قلبي منذ عرف قلبي طريقها، لم أكابر يوما حبي وإنما ما أحببت أن أعلق قلبها بآمال ربما تكون يوما دربا من دروب الوهم، ما أحببت يوما خسارتها وما أراد قلبي رؤيتها يوما تصغر أمام عيناي بأن نسير يوما في طرق الكلام المحرم فابتعدت، أردتها بمشاعرها تلك، أردت أن أجمع لها ما بداخلي حتي يحين موعد الله لنا، لا أن نسكبه في طرق خاوية على عروشها، أو أن نفرغها في أحد هالات الثقب الأسود، فلا يتبقي لنا منها شيئا، لا الصراحة بالحب ولا تلك المشاعر الصادقة التي كنا نتجرع الصمت تجرعا حيال الحفاظ عليها، ولا حتي إحترامنا لأنفسنا أو لكلينا، فلا يمكن لي إغماض عيني عن ديانتي وقواعدها ولا أن أترك شيم الشرقيين تروح هباءا منثورا، كوني ولدت هكذا وترعرعت بين ثنايا ديني وبلدتي فلابد لي من الإفتخار بما حملته من قيم وعاتقي يحمل جميلها حتي مماتي، كما أنني تنقلت بين البلدان وبين المواقف حتي وجدتني أحب حبا نبيلا، حبا لأجل الحب لا لأجل شهوة الكلام وعلاقات لا يحمد لها عواقب، أحببتها لذاتها لا لأنها أنثي وأنا رجل، أحببتها بقدر إيماني أن الحب هكذا أفضـل وهكذا يزداد، اليوم هي بعيده لكن قريبه كل القرب من قلبي، فهل نعف قلوبنا ليزداد الحب فيها، أم أننا وفي كل مرة نهدر مشاعرنا في اللاشيء ونعود محملين بالثقوب وتلك الفجوة التي تتسع يوما بعد يوم، حتي تصل إلى أن تكون ثقبا كبيرا يشع سوادا يبتلعنا، الصمت قاتل ولكنه حقا ممتع يعلمك معني الإشتياق، يعلمك كيف وأن للصبر في مرارته لذة لا يشعر بها سوي رفيعي الذوق، كما مرارة القهوة التي نتلذذ بها في حين كان الأخرين لا يقدرون حتي علي إرتشافها، عيناها تصيبني باللوعة، علمتني أن للصبر جمال، ولا يستطيع رؤية رونقه إلا من عايشه وتعايش معه وفيه، كلما مرت كنت أوجه عيناي بعيداً عنها إلا أن قلبي إنبثق من بين أضلعي فتفككت، الحب في وجه نظري هو ذاك الشعور النبيل الذي يروض الصمت كما تروض حيوانا مفترسا وتجعله أليفا إلي أقصي درجة، لقد أدهشني ما وصلت له، إنني حقا أحبها، تعصف الأمواج بي، أمواج حبها، تتساقط العلاقات كما يتساقط ورق الخريف ومازلت عالقة هنا في يسار صدري، لازلت بطلة روايتي، لازلت حبيبتي.

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معلومات عن جرثومة المعده " H pylori"

" الخشت " يصدر قراراته بشأن امتحانات الميد ترم والتكليفات الدراسية

عروض تركسل تعقيب العرض المطروح 5 جيكابايت 500 دقيقة