ولد صغير بعد الصلاة بيسأل والده "بابا هو ايه صلاة ‘الغابة دي

ليه تسأل؟

انهارده بعد صلاة الجمعة كان فيه صلاة الغائب فولد صغير بعد الصلاة بيسأل والده "بابا هو ايه صلاة ‘الغابة’ دي؟ بابا ليه بنصليها؟ بابا ليه فضلنا واقفين؟" و اسئلة تانية كتير سألها ببراءة و فضول.

والده بدأ يشرح له و يفهمه باختصار و ده فكرني بمواقف تانية كانت ممكن الاهالي تسخر فيها من الطفل لما يسأل اسئلة "وجودية" زي "ليه السما زرقا؟" او يطنشوه و يضحكوا و يلهوه بأي حاجة تانية زي "تعالى بس يا حماده خد المصاصة دي".

ده برضه فكرني بفيديو (الرابط اهو) شوفته لروبرت كايوساكي و هو مؤلف كتاب البيزنس الشهير rich dad, poor dad. بيقول للمذيع واحد بيشوف حاجة غالية فيقول لنفسه i can’t afford it يعني مقدرش اشتريها و ده غلط. ف المذيع بيقول له: امال يقول ايه؟

قال له يقول اعمل ايه عشان اقدر اشتريها؟ هو انا اصلا محتاج اشتريها؟ هو انا عايزها ليه؟ و بيقول هنا ان الفرق بين السكتين كبير جدا لأن "الأسئلة بتفتح الدماغ، بس الجُمل اللي اخرها نقطة دي بتقفل الدماغ"
Questions open the mind, statements close the mind

ليه؟ عشان على حد كلامه الأسئلة بتخليك تفكر في اجابات، انما "الجُمل المقفولة" بتخليك تحس ان خلاص اهيه الاجابة موجودة او "نقطة و من اول السطر" زي جملة i can’t afford it اللي هتخليه ميفكرش اصلا انه يفكر انه يحاول.

طب ايه علاقة ده بشغلنا؟ برضه مفيش حد اعرفه له "وزنه" في المجال معندوش الحته دي. من أول السؤال بتاع "ازاي احل المشكلة دي؟" اللي بيطلع منها افكار الشركات الناشئة لحد اسئلة متخصصة اكتر زي هو ليه ده بقى تريند؟ ازاي المنافس بتاعي عامل الاعلان ده؟ هو الزرار ده بيعمل ايه؟ ازاي اقلل تكاليفي و احافظ على الجودة؟ ليه مش قادر اكسر الROI ده...ليه فيه سقف؟ ازاي اخلي الموظفين سعداء منغير ما افلس؟ ليه ابيع ده مش ده؟ ليه المبيعات وقعت الشهر ده مع ان نفس الشهر السنة اللي فاتت الحياة كانت حلوة؟...الخ

اسئلة لا حصر لها و مش دايما بنلاقي اجابات لكل حاجة بس هي بس فكرة الأسئلة الدائمة دي هي اللي بتخليك في حالة بحث دائم عن اجابات و ده يمكن يكون اهم من الاجابات ذات نفسها.

أحد انجح المشاريع اللي اشتغلت عليها كان بادئ بسؤال "هو ليه مفيش حد بيقدم أ بمميزات ب و سعر ج؟" و السؤال ده تسبب في رحلة بحث طويلة و كان هو احد اهم العوامل الرئيسية لنجاح المشروع ده وقتها.