بين جمال الخيال ووحشية الواقع


بقلم، عبير عياد

كانت صديقاتي دائما ما يقلن لي، أنني أطير بخيالي بعيدًا عن أرض الواقع، بينما كنت لا أرى ذلك، كنت أرى فقط أنني ذات خيال واسع، ولم أكن أرى مشكلة في ذلك، على عكس ما حدث.

 أحب عالمي الخيالي جدًا وأسعد به؛ ففيه أحلامي! لكن لم يسعفني ذلك العالم بمثاليته حين كنت أواجه مشكلة ما بخارجه! بل جعلني أضجر من أي شيء لا يروق لي؛ فكنت دائمة الغضب من مشكلات الواقع، وبعض أفعال الناس فيه، حتى بلغ بالأمر حدّا لا يطاق من الضجر، والقلق، والغضب. بعد الكثير من ذلك العناء القاسي، بعث الله إليّ بمن يعلمني، أن أساس ما فيّ سببه أنا وليست المشكلات!


"لا يمكنك تغيير الواقع، لكن يمكنك أن تتغير أنت" كان ذلك خلاصة ما قاله معلمي. مفتاح حل مشكلاتك، هو تقبلها.
 لم أقل ارضَ بها _ رغم أنك إن رضيت فزت بالدنيا والآخرة_ فقط تقبلها! ومن ثم ستتفاعل معها بصبر(تحمل مع كراهية) حتى تتجاوزها بسلام!

تقبل من لا تحب أفعالهم! هذا سيعلمك كيف تتعامل معهم، كما هم، وليس كما ترغب أنت أن يكونوا عليه؛ فتفز بنفسك التي ستخسر الكثير إن لم تفعل!

تقبل نفسك بخطئها وحلوها، وتقبل الآخرين، وتقبل حقيقة أن الدنيا دار ابتلاء، ولا تقضِ كل حياتك في الغضب من الواقع، واستنزاف جمال روحك حزنا على أنه ليس كما تحب!

استمتع بحياتك حتى لو كانت في نظرك غير مؤهِلًة لذلك، سيساعدك تقبلك للحياة كما هي على الهدوء، واغتنام الفرص للسعادة والإنتاج، بدلًا من قضاء كل عمرك تستنزف طاقتك سخطًا عليك وعلى بيئتك وكل من حولك.

تعايش مع مشكلاتك، واعلم أنها كالماء والهواء؛ لا تقوم الحياة إلا بها. واصبر تفز بنفسك، وإن لم تسعد في الدنيا حتما ستسعد في الآخرة. احلم وكن في عالم أحلامك بطلًا واسعَ لتحقيقه، ولكن لا تجعل مثاليته تسيطر عليك.

لم أنفِ حقك في الحزن والغضب، بل أؤمن بأهميتهما رغم قساوتهما، كل ما أعنيه أن توازن بين التقبل وبين الحزن، فلا ينفي أحدهما الآخر، ولا يطغى عليه، فتضيع نفسك بينهما!

تعليقات

  1. ينتظرك مستقبل باهر

    ردحذف
  2. تحفة جدااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااااا

    ردحذف

إرسال تعليق

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معلومات عن جرثومة المعده " H pylori"

" الخشت " يصدر قراراته بشأن امتحانات الميد ترم والتكليفات الدراسية

عروض تركسل تعقيب العرض المطروح 5 جيكابايت 500 دقيقة