اللعنة فقدت الحياه


" اللعنه "


كتبت / سماح رمضان 

مرت الأيام وها انا ذا لم اتحرك ، أصبحت صامتا جدا أصبحت كالصنم ، مرت سنوات مذ كنت حيا ، أيعقل ؟ نعم يا صديقي لا تتعجب ، فليس الموت ان تذهب الي السماء فقط ويشيدوك في عزاء ، فهناك من تبقي روحه في جسده ولكن بلا حياه ، مر يوم وثلاث مرت سبع سنوات ولم آخذ عزائي بعد ، أريد أن اقيم عزاءا كبكاء الأطفال ، أريد أن اسافر بعيدا وابكي في مآتم الأموات ، حتي إذا نظرو لي بإستغراب ، من أنت ؟ أنا من الغرباء ، ذهبت ولا أدري إلي أين تغلغلت بداخل اليأس ، فقدت الحياه .

مره تهت ولم أجدني في الشوارع والطرقات ، بحثت عني في كل مكان ولم أجدني ، ها أنا ذا أبحث منذ أعوام ، مره خرجت من منزلي شارد الذهن ثم فقت لأجدني أمام العيان ، كانت تمر بجانبي سيده ، كانت نظرتها حاده ، ثاقبه ، إنه الموت ، رائحته تلك ، ذهبت لزياره أقاربي لأبدل من حالتي تلك ، في طريقي من بعيد وعلي بعد مسافات رأيت جنازه يشيعها عدد هائل من العامه ، خفق قلبي جدا ، انه الموت ، سيرحلون ويدفن وأما أنا مدفون مع الأحياء  ، مره تهت ولم أجدني إلا بعد بضع أيام ، وجدتني أضحك ضحكه هستيريه قويه جدا ، ثم تعالت الصرخات ، لا ليس الموت إنها اللعنه ، نعم يا صديقي اللعنه ، من أنت ؟ أنا شيطانك ، وماذا تريد ؟ كف عن السؤال .


لا يساعني سوي الهرب ، ظلت عيناي تمازحني ، قلبي يغفق ، أجري بسرعه يكاد وجهي يحتك بالأرض ، لا استطيع أن أفتح عيناي ، إنها اللعنه ، تبا يا صديقي ، إجري بسرعه ولا تفكر ، اركض هيا .

ما هذااااا ، ما الذي حدث ، لقد وقعت ،ها أنا ذا منذ ثلاث ساعات اسقط ، لم ارتطم بالأرض بعد ، انها اللعنه تبا لقد كسر ذراعي ، 
هيا قم ، أنا لا اقدر ، قف ولا تتردد ، سحقا ، ماذا حدث مجددا ؟ يا صديقي تمزقت قدامي ، حتي أن جسدي ينزف ، أفقد الوعي ، لا تحمل 
لا استطيع ، ها انا ذا قد نمت ، في ثبات عميق ، هل هذا كنوم أهل الكهف مرت الليالي ، كم اسبوعا نمت ، ههه ما هذا ، شهقه قلبي هذه مزقته ، انه كابوس ، ولكن الواقع مخيف أكثر ، حلمت بنار تندلع خلفي وأسد يطاردني وتركهم جميعا وقال اريدك انت ، ولما انا هل ازعجتك ، لا بل اريد ان اقتلك ، تشابه حلمي مع الحقيقه في الرقض ، خلفي اسد جائع ومن حولي نار محرقه ، تندلع في الطرقات ومن نوافذ البيوت وفي كل مكان ، ما هذا المكان المهجور ، من ذاك الذي يطاردني ، لما كل هؤلاء الاعداء ، من ذاك الذي أمسك يدي دعني ، اتركني اذهب ، لا اخف  أنت معي بأمان ، سررت للقائك ، لا تجري بسرعه لا استطيع ان اجاريك ، من أنت ، أنا هاهاهاهاهااا ألا تعرفني ، أنا من سيقتلك ، دعني أذهب كلاااا ، حملني علي عموده الفقري وظل يجري ، سرعه كالصاروخ ، يرتطم دماغي بالارض ويرتطم وجهي بظهره انه يأرجحني بإنتقام ، يلتف بي حول المقابر مرارا ،ها هو ذا قد دخل المقابر ، تركني وحولي بناء مهجور شبيه بالمعابد في صرح واسع شردت قليلا وجسدي يرتعد ، من هناااك ، من أنتم ، يلتفون حولي وبسرعه ،لا سحقا اصرخ واصرخ النجده ، احدهم قادم انها افعتان ، شرار كهرباء ، لما يحدث لي هذا ، اللعنه ، اسمع صوتا ، انت ميت انت ميت ،اتذكر انني كنت احب مشاهده فيلم جسر تيرابيثيا ، نفس الصوت ، ما هذا ، استيقظت ، حلما مرعبا ، وأما عن الحقيقه فأنا عالق في كهف ، انه مظلم تماما ، ها هي ذا قد شفيت قدماي ، سأمشي قليلا لعلي اجد مخرجا .

لا اري شيئا لمحت ضوء قادم من بعيد يا الهي ، انه النور ، انه يقترب ، لا بل هو قطار ، يا لفرحتي ، سيأخذونني معهم ، النجده فليساعدني أحد ، انتظرو ، النجدااااااه انتظروني ، لا تتركوني هنااا ، عرفت مكان القطارات ، تمر من هنا ، سأتمشي قليلا لأصل عندها ، لا اري شيئا ، انه فتات زجاج تفتت في قدمي لا استطيع المواصله ولا اتحمل ، وقعت ليتغلغل في جسدي ، قطار قادم ، قمت بسرعه واسرعت في الركض ، انتظروني ، نور هناك مددت يدي ، تمسكت به ، حرقت يداي ، تشبثت ، اللعنه ، لا استطيع التحمل ، قذفت لبعيد .

ليرتطم دماغي بالحائط ، انذف من هنا ايضا ، فقدت الوعي ثانيا ، مرت الايام واستيقذت ، لأجدني في الاعماق اغرق ، انني اغرق ، كيف اتيت الي هنا ، اشبه برحله اكسل الي باطن الارض بل ذلك بشع للغايه ، تذكرت اني قبل كل هذا بأيام بحثت عني في صحيفه الوفيات ولم اجدني ، حتي انني وانا خارج من منزلي وقعت امامي رساله ملفوفه مكتوبه بدماء بقع تدم تقطر علي رأسي ، فتحتها ووجدت ، اللعنه ، سنأخذك معنا ، مازلت اتعمق ، جسدي ينساق امامي ولا استطيع التنفس ، انني ميت كما قال ، ظلت تقذفني الأمواج ، عدت ادراجي وعندما افقت اكتشفت انه مرت سبعه اعوام، وكأنني شفافا لا يراني البقيه ، جائني أحد الغرباء متلسما برداءه الاسود ، متعبا ، اقترحت له المكوث عندي ، مر الليل ، وهو ذاهب اعطاني رساله ملفوفه وقال لا تفتحها الا بعد ثلاثه ايام ، مرت اربعه ايام ونسيت امر الرساله ، قمت مفزوعا وتذكرتها ، فتحتها لأجد ، " اللعنه ، المره القادمه لن تفيق مجددا ، ات اليك الان " يرتعد جسدي ، ظل يرتجف ، اني خائف ، احدهم خلفي ، كيف استطاع ان يدخل ، احاول انا استدير واذا به يضربني علي رأسي فأفقد الوعي ، انها اللعنه .

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معلومات عن جرثومة المعده " H pylori"

" الخشت " يصدر قراراته بشأن امتحانات الميد ترم والتكليفات الدراسية

عروض تركسل تعقيب العرض المطروح 5 جيكابايت 500 دقيقة