رقصة هي قصة بنت قررت تتمرد علي كل شئ

قصة جديدة؛ قصة حلم كل يوم بيتولد زيه كثير؛ بنت عادية من أسرة عادية جدا من إسكندرية؛ قرّرَت تَتمرّد على كل شيء، على أهلها، وحياتها، وتقاليد في مجتمع بترجعه ألف سنة للوراء.


كتبت:إيمان اسعد

ده مش كلامي أعزائي المشاهدين، ولا وجهة نظري، أنا هنا مجرد محاور هنقلكم رأيها وبس، إنما رأيي أنا ايه هقولكم في حضورها آخر الحلقة.

معانا النهاردة الشابة والراقصة الأولى في الوطن العربي؛ اللي دمجت أكثر من نوع للرقص، والحاصلة على المركز الأول في إحدى المسابقات في فرنسا؛ اللي اتقدمت ليها على أساسها حاصلة على الجنسية الفرنسية...!



معانا ومعاكم الفنانة / لينا رمزي...


-ازيك يا لينا.
= أهلًا وسهلًا بحضرتك.
- لينا قولتي في البرنامج اللي اتقدمتي فيه جزء من حكايتك، منها إنك هربتي لفرنسا، وإنك اتنازلتي عن جنسيتك المصرية في مقابل الجنسية الفرنسية، وحتى يوم فوزك رفعتي علم فرنسا...؛ إيه اللي حصل، وإيه اللي وصلك لكده بالظبط.


= حضرتك القصة بدأت لما كان عندي 20سنة، كنت بلعب باليه من صغري، ومع الوقت بقيت أقرأ في عالم الرقص المُلْهم، مش الرقص الشرقي، قريت كثير وشوفت أنواع أكثر...؛ حبيت أتوسع أكثر وأنضم للمدارس القليلة؛ اللي بتعلم أنواع من الرقص ده؛ لكن أهلي وقتها رفضوا وعنّفوني جدًّا وقرروا أنهم يمنعوني من البالية.
- ده رد فعل طبيعي لأي أهل في الدنيا، واجبك إنك تفهمي وجهة نظرهم إيه؛ وتحاولي تقنعيهم؛ مش تتمردي.


= الصح إني اتمردت، أنا لما اتمردت وصلت، إنما لوكنت أمّنت وسلّمت لآراء أهلي كنت مُتْ، حضرتك الرقص بالنسبالي حياة روح؛ الرقص بالنسبالي الغضب، والفرح، والروح، والحب، والحرية، أنا لما برقص كأني بطير في عالم تاني وحياة تانية، الأمل الوحيد ليا في الحياة هو إني أرقص؛ يبقا استحالة أقبل بكلام أهلي، وأقبل إني أموت عشان مجرد كلام مالوش إثبات على إني اللي بحلم بيه غلط أو صح.


- عشرين سنة بنت صغيرة في إنها تاخد قرار الهروب، مفكرتيش في اللي حواليكي.
= أنا؛ اه خدت القرار وأنا عندي عشرين سنة، بس نفذت وأنا عندي 23 سنة بالظبط...؛ لو كنت فكرت فيهم وفي حياتهم مكنتش هقدر أعيش معاهم، ولا أسعدهم، ولا حتى أسعد روحي؛ على الأقل أنا مؤمنة طول عمري إن الشخص اللي فاقد إحساس الراحة، والأمل لنفسه صعب يديهم للي حواليه، ففاقد الشيء لا يعطيه 
وأنا واقعية جدًّا، وصريحة مع نفسي.


- وبعدين كمّلي يا لينا...
= سافرت؛ وكنت في الثلاث سنين ما بين ما خدت القرار، وما بين التنفيذ، كنت بشتغل لدرجة الموت، كنت بشتغل أربع شغلانات في اليوم بجانب دراستي.
- لا معلش؛ أربع شغلانات بجانب الدراسة وكنتِ بتلاقي وقت ...!


=أنا عندي قاعدة ماشية عليها؛ اليوم حضرتك في 24 ساعة وممكن استغلهم كلهم حتى بوقت نومي، مش لازم أنام، المهم أوصل وبس...؛ وعلى فكرة أنا كنت بجيب تقدير في كليتي كمان.


-متعبتتيش؛ ده حتى قلة النوم بتعمل إجهاد، وأحيانا بعض الناس بسبب الحياة الروتينية بيجلهم حالات اكتئاب، موصلتيش للدرجة دي في ثلاث سنيين؛ يعنى مقولتيش لنفسك في يوم، مش هكمل أنا تعبت.


=كل يوم كنت بقرب من إني أقع وأنسى كل حاجة، وأقول هسيب كل حاجة وأعيش حياة طبيعية...؛ بس كنت بفتكر حالتي من غير رقص، وهقولها تاني: الرقص بالنسبالي عبارة عن: سمكة بتخرج من المياه فتموت.


-وخدتي شنطة هدومك، وقررتي تسيبي كل حاجة وتقتلي أهلك وتمشي.
= قبل ما أسافر، سيبتلهم جواب أشرحلهم أسبابي.


- جوابك هيداوي إيه في عملتك...؛ فاكرة قلتِ ليهم إيه، عارفة إنه عدّى 10 سنين على يوم هروبك، بس تقريبًا القرار ده لا هيتنسي، ولا الكلام اللي اتقال في لحظتها هيتنسي.


= لسه معايا نسخة منه مش بتفارقني، لأنها كانت قوتي وأنا مسافرة.
(بابا، وماما، وإخواتي الصغيرين اللي بعتبرهم حياتي...؛ انتو أحسن عيلة في الدنيا، وعارفه إن اللي عملته هيتعبكم أووي، وعارفة إنه وارد يكون غلط، بس انتو اللي دفعتوني إني أعمل كده من غير إذنكم.
انتو في يوم حببتوني في الرقص، وقلتولي إنه هواية؛ بس الهواية كبرت جوايا، وبقت عاملة زي الأسد اللي كان شبل صغير وكبر جوايا، ولما كبر ولو قللت اهتمامي وحبي ليه هيفترسني أنا شخصيا، هيدبحني والله.
أنا كان كل حلمي تشجعوني على حلمي، وهوايتي اللي بعشقها أكثر من حياتي، انتو كبرتوها فيا لحد ما بقا عندي عشرين سنة، عمركم ما قلتولي الهواية دي هتقتلك، أو إنها شيء غلط...؛ لكن أول لما طلبت منكم إني أكبر فيها؛ ضربتوني ولأول مرة في حياتي يكون رفضكم على شيء بالضرب؛ ومنعتوني عن هوايتي، وحلمي، وحياتي. 
خفت؛ وحقي أخاف قبل ما أخد قرار إني أسافر من ثلاث سنين، قعدت شهر مستنيه إني أنسي الموهبة دي، أنسى نفسي وأكتم حلمي عشان بس أرضيكم، لكن والله مقدرتش، كنت بصحى من نومي وحاسة في حد بيخنقني، صحيح انتو وعلى مدار الثلاث سنين اعتبرتوني نسيت الحلم ده، بس أنا كنت بكذب عليكم، كنت بشتغل وبتعب في أكثر من شغلانة؛ عشان أجمع فلوس سفري، وعيشتي فترة في البلد اللي هروحلها  وأكون مستقرة علي ما ألاقي شغل...؛ وكنت بَتْعِب نفسي أكثر وأنا بذاكر، وبجتهد في دراستي، مع إنها شيء مش بحبه ولا حتى هيفدني لثانية واحدة....؛ بس كنت عارفة إنكم مش هتكونوا فخورين بيا إلا كده، حبيت أخليكم فخورين بيا وأكون فخورة أنا كمان بنفسي؛ قدمت في مدرسة من مدارس الرقص في البلد اللي هسافرلها، واتقبلت وهشتغل عشان أحقق حلمي. 
حلمي مش تافه، ولا قليل الأدب، ومش عشان بنت هسيب عادات وتقاليد خلقها بشر تتحكم فيا، أنا متربية كويس أووووي، وعارفة لو سافرت بره هعمل ايه، عارفة ازاي أتعامل مع الناس في حدود مش بتقاليد، لوكنتم هتناقشوني وحد فينا يقنع التاني، كان ممكن تكونوا معايا في المطار وبتودعوني، لكن انتو اللي خلقتوا جوايا الرهبة دي منكم.
آسفة جدا، بس متتعبوش نفسكم في إنكم تدوروا عليا؛ لإنكم مش هتلاقوني وياريت متقولوش للناس بنتنا ماتت، قولوا إنها راحت تحقق حلمها، وهترجعلنا لما توصل لأمنيتها وشغفها في الحياة وترفع راسنا تاني وثالث...!
(بنتكم/ لينا رمزي)
- لو مكنوش يومها ضربوكِ كنتِ فعلًا هتقوللهم، ولا كنتِ هتسافري من وراهم لو رفضوا.
= لو كانوا المرة الأولى سمعوني واتناقشوا معايا من غير عنف؛ كنت هتكلم معاهم أما أقرر في يوم إني أسافر وإن السفر هو الحل...؛ اكيد مكنتش هقتنع بكلامهم بس كنت هعمل المستحيل عشان أقنعهم.
- وبعدين؛ حصل إيه بعد ما سافرتي.
= سفرت على بداية الدراسة في المكان اللي اتقدمت فيه، أنا مش هقول أسماء عشان الدعاية؛ اتعلمت على إيد مصممين حقيقيين للراقصات، بقيت أدرس أنواع كثيرة للرقص، واللي مقدرش أوصله عشان الدراسة في مكان مخصص، كنت بدرسه من اليوتيوب واقرأ عنه، واعرف نشأ امتى.
- الحياة كانت سهلة أوى وانتِ لوحدك في بلد غريبة.
= خالص؛ أول شهر وقبل ما ألاقي شغل؛ كنت بفكر كل يوم إني أرجع لأهلي كنت بخاف، بس بعد ما لقيت شغل مبقاش عندي إلا أربع ساعات بس نوم في اليوم، مبقتش أفكر أرجع، بقا عندي قوة إني أكمل.
- اية اللي خلاكِ تتنازلي عن الجنسية المصرية؛ إيه علاقة بلدك بحلمك.
= بلدي هي أكثر شيء مسئول عن حلمي ...؛ التفكير الرجعى اللي في مصر فكرة إن أي بنت بتحب الرقص تبقا رقاصة، وبنت شمال، ومش تمام، وأهلها معرفوش يربوها؛ بسبب ثقافة بلدي الرجعية سيبت أهلي عشر سنين عشان في يوم قرروا يضربوني؛ عشان أبعد عن حلم أجمل من الحياة جوايا؛ عشان الناس ميقولوش بنتكم رقاصة ولابنتكم قليلة ادب.
أنا عنيت في البلد دي كثير أوووي...؛ عنيت حتى وأنا بشتغل كذا شغلانة، البلد دي لو اتغيرت، كان يمكن لسه معايا جنسية بلدي، وكنت رفعت علمهم.
- بتلومي البلد على تفكير وعادات راسخة من سنين.
= ما برضوا يا أستاذة: جايز لو حد ثـــار ينصلح الحال في يوم من الأيام، وحبيت أعملها أنا لاجل ينصلح الحال للي بعدي.
- إيه اللي خلاك تدخلي مسابقة في فرنسا، وتقدمي على الجنسية هناك.
= أنا عشت هناك أجمل عشر سنين في مسيرتي لحلمي، هناك اتعلمت صح، الناس كانت بتحترمني لمجرد إني عندي موهبة وبقدمها، رقصت في الشوارع وفي حفلات صغيرة، كنت ضمن فريق قبل ما أقرر أنسحب منهم وأخد الجنسية.
- انتِ قولتيلي بترقصي كام راقصة؟
= برقص تانغو ودي رقصة إسبانية؛ والفوكس تروت ودي ابتكرها شخص اسمه هنري فوكس سنة 1912؛ والتشا تشا ؛ بالإضافة للبالية، والرقص الحديث زى البوبينج.
- وازاي جاتلك فكرة إنك تتعلمي؛ وتصمي كل الرقصات دي في رقصة واحدة، ومين أصلا اللي صمملك الرقصات بتاعتك.
= أنا اللي مصممة كل الرقصات اللي قدمتها في البرنامج؛ إنما الفكرة جاتلي لما قررت إني أفوز، وإني أعمل شيء جديد، محدش شافه على المسرح أبدًا، لأن كل نوع من الرقص ليه موسيقى معينة للأسف؛ ممكن تجمع بين اتنين وارد، بين ثلاثة، إنما بين حوالي 8 أنواع من الرقص، مع 8 أنواع من الموسيقى في دقيقتين بس؛ ده كان التحدي بالنسبالي. 
- لجنة التحكيم كلها أشادت برقصتك، واللجنة كانت من أسماء يخاف قدامها المحترفين قبل المبتدئين.
= فعلا بس أنا مكنتش شايفه حد من اللجنة، أنا كان كل عرض قدامي صورة أهلي؛ أما أرجعلهم من غير ما أعمل حاجة تُذْكر، وأما أضيع عشر سنين في إني أخسر في مسابقة كبيرة ومهمة...!
- انتِ رجعتِ مصر من شهرين، وقابلتي أهلك؛ احكيلنا بقا إيه اللي حصل؟
= أول لما رحتلهم؛ كنت عارفة إنهم عرفوا بالخبر، لان أغلب القنوات، والسوشيال ميديا كانوا بيتكلموا عن البنت المصرية اللي كسبت في مسابقة في فرنسا، واللي اتخلت عن جنسيتها عشان مسابقة وإشاعات كثير.
رجعت البيت وفتحلي أخويا الصغير، ولما جريت على ماما وبابا، مش هتكسف إني أقول: إنهم ضربوني وأهانوني كثير الصراحة، وطردوني برة البيت، وقعدت شهر ونص بحاول أخليهم يرضوا عني؛ لحد ما في الاخر وافقوا وسامحوني، وعرفت إنهم كانوا متابعين البرنامج علشاني، وإنهم فعلًا فخورين بيا، بس كانوا يتمنوا أسلك الطريق بطريقة أفضل.
- الرقصة الاخيرة اللي قدمتيها وفُزْتي بسببها في البرنامج؛ عرفنا إنك سمتيها الرقصة؛ ليه؟ 
= محبتش أسميها حب حورية حياة؛ الصراحة إن الرقص بيعبر ليا عن الحياة كلها، الرقص حزن، وفرح، وحب، وأمل، وجنون، وعقل، وعشق، الرقص ندم، وأمل، الرقص حورية، فراشة طايره في عز الكون من غير قيود، الرقص حياة، وأجمل حياة.
- شكر ليكِ جدًّا يا لينا، نورتينا وألف مبروك بجد، وأنا فرحانة بيكِ جدًّا، انت فخر لأي حد.
= شكرا لحضرتك... ميرسي جدًّا.
- وفي النهاية: أعزائي المشاهدين قولتلكم إني هقولكم رأي الشخصى:
الصراحة أنا فخورة إن في بنت مستسلمتش زي بنات كتير بتقتلهم العادات، والتقاليد، وبتنتهي حياتهم للأبد، زعلانة لأن الأهل فقدوا التواصل مع أولادهم؛ اللي يخلّي في يوم بنت عندها قوة زي لينا، تهرب من أهلها عشان تكون في يوم من الأيام فخورة بنفسها.
لو بس كل أب، وكل أم، وأنا منكم عندنا نقطة التوعية؛ إن أولادنا أصبحوا عرضة أقوى للحياة، وللثقافات الأجنبية، وأكبر عقلًا، وعندهم الإصرار اللي يخلق المعجزات من اللي بيشوفوه حواليهم في السوشيال ميديا والتلفزيون، كان وضع أولادنا اتغير.
متضايقة برضوا إن بسبب ثقافة أشخاص بقت البلد عليها اللوم؛ لدرجة إن تظهر بنت صغيرة متعرفش أي حاجة عن قيمة بلدها؛ لدرجة إنها تتنازل عن جنسية بلدها مقابل حلمها؛ للدرجادي مبقاش في انتماء؛ لا والاسوأ إنها تقبل جنسية بلد تانية وترفع علمهم يوم ما تكسب، وتحقق حلمها.
اللي أنا أعرفه إنها مش هتقف على لينا؛ بس لو في مليون واحد بقوا زي لينا فعلًا؛ ساعتها حالنا هيسوء للدرجة اللي عمرنا ما هنتحملها.
- شكرا ليكم أعزائي مشاهدي برنامج: حكاية في شخص، وعلى أمل اللقاء بكم في حكاية جديدة مع شخصية جديدة.
والســـلام عـــلــــيــكــــم ورحـــــمــة الله وبركاته

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معلومات عن جرثومة المعده " H pylori"

" الخشت " يصدر قراراته بشأن امتحانات الميد ترم والتكليفات الدراسية

عروض تركسل تعقيب العرض المطروح 5 جيكابايت 500 دقيقة